البرتغال، قررت الحكومة الاشتراكية لأنطونيو كوستا منح جميع المهاجرين وطالبي اللجوء الموجودين حاليًا في البلاد والذين قدموا طلباتهم سواءا لتسوية أوضاعهم القانونية أو لتجديد وثائق الإقامة المنتهية الصلاحية لكن، وفي ظل الظروف الراهنة فقد تم إغلاق مكاتب دراسة الطلبات، وبالتالي توقيف العمل و إمكانية البث في طلباتهم، قررت الحكومة البرتغالية منحهم جميع حقوق المواطنة الكاملة مثلهم مثل باقي المواطنين بشكل مؤقت، وأوضح وزير الداخلية إدواردو كابريتا “أنه في أوقات الأزمات من واجب المجتمع الموحد ضمان وصول المهاجرين إلى الصحة والاستقرار الوظيفي والسكن”

وقد تم اتخاذ هذا القرار للسماح لهذه الفئات بالوصول إلى الرعاية الصحية الكاملة والخدمات العامة في البلاد بما في ذلك المساعدات الإجتماعية التي خصصتها الحكومة للتصدي لانتشار فيروس كورونا. وبالتالي تقليل المخاطر على الصحة العامة وأيضا تقليل الأضرار الإقتصادية الناجمة عن وباء كوفيد-19. وسيحتاج المهاجرون فقط إلى إصدار وثيقة طلب التسوية للإدلاء بها عند التقدم إلى خدمات الصحة العامة، أو لتوقيع عقد عمل، أو لفتح حساب بنكي أو حتى لطلب تعويضات في حالة فقدان أو تعليق عقد العمل. كما يمكنهم المطالبة بالتعويضات الممنوحة للعمال الذين يضطرون للبقاء في المنزل لرعاية أطفالهم أو آبائهم. باختصار فإنه يعطي المهاجرين نفس حقوق البرتغاليين.

وفقًا لصحيفة Weekly Expresso سيستفيد من هذا الإجراء حوالي 150 ألف برازيلي، إذ يشكلون غالبية المهاجرين في البرتغال، وبشكل عام الأجانب الذين يعملون في مجال الإنشاءات والأنشطة الزراعية والأنشطة ذات الصلة بالإضافة إلى الفنادق والمطاعم. ويشار إلى أن البرتغال تستضيف حوالي 580 ألف مهاجر أجنبي أي ما يشكل %5 من السكان. وقالت فلورا سيلفا من منظمة Olho Vivo غير الحكومية “تمت الموافقة على هذا القرار في الوقت المناسب”. وأضافت أن القرار “مصدر ارتياح كبير لآلاف المهاجرين غير المستقرة أحوالهم والذين طردوا من أعمالهم بين عشية وضحاها إثر تراجع النشاط الإقتصادي بسبب انتشار فيروس كورونا، إذ سيجدون أنفسهم عرضة للبطالة”.

ورغم ذلك، تعتقد العديد من المنظمات غير الحكومية أن هذا الإجراء سيحل المشكلة فقط مؤقتا ربما حتى الصيف، ثم يفتح الباب لمستقبل غير مؤكد. ويتساءل تيموتيو ماسيدو من منظمة Solidariedade Imigrante عما إذا كان هؤلاء الأشخاص سيتمكنون اعتبارًا من شهر يوليوز من الخروج والعودة إلى البرتغال أم لا. وتردد الجمعيات أيضًا أن هذه القوة العاملة الأجنبية لم يتم إدماجها فعليا في المجتمع والتي تجد نفسها اليوم بدون حماية. لكن و بشكل عام كما يقول تيموتيو ماسيدو، فإن مبادرة الاشتراكيين الحاكمين “تستجيب لواجب المجتمع الموحد في أوقات الأزمات”. و قد أعرب رئيس الوزراء البرتغالي أنطونيو كوستا في وقت سابق عن “الحاجة إلى المزيد من الهجرة لوقف تراجعنا الديموغرافي” وأضاف أن ذلك “يجب أن يجعلنا غير متسامحين مع أي خطاب عنصري وغير محترم تجاه الأجانب”.

وفي سياق متصل بتفشي فيروس كورونا، فقد حذر انطونيو كوستا في تصريح له من أن بلاده ستدخل المرحلة الأكثر خطورة هذا الشهر، مضيفا أن حكومته مستعدة لهذه المرحلة وأنها لن تدخر جهدا للاستعداد لأسوأ السيناريوهات في ظل مواجهتها لخطر تفشي فيروس كورونا في البرتغال. كما قررت الحكومة تمديد حالة الحظر في البلاد لمدة أسبوعين إضافيين.